.. لحقه الى زقاق مظلم في منزله ، فتح الباب و افسح المجال لآيمن الذي تحرك وقد وقع ناظريه على ما خلف زنزانة حديدية صغيرة ، كانت منزوية تلتحف الارض و قد قيدت يداها و لفت قطعة قماش فمها ، توسعت عيناه و اتجه نحوها مترنحا ، امسك بقبضتيه قضبان الزنزانة متمتماً برجفة و هو يلمح الدموع في عينيها النائمتين - ب.. بيث ! اخذت ترتفع تلك الضحكة المجنونة في الخلف ، غرست تلك الضحكات خنجرا لا يزال يتعمق في قلب آيمن - ماذا اذن ؟ شد آيمن بقبضته على القضبان منكسا رأسه بقهر و هامساً مغمضا عينيه بقلة حيلة - انا .. انا طوع امرتك ! تعالت ضحكاته و تعالى صداها الذي ملأ قلب آيمن حقدا و الما .. استيقظ هويفلر نشيطا على غير العادة ، استحم و ارتدى ثيابه ثم ذهب ليتناول افطاره مع والدته بينما يتجاذبان الاحاديث ، انهى افطاره و انتصب واقفا - صحيح تذكرت اعذريني ، اني ذاهب لمنزل عمي هاسكنز الان - اوه ، بخصوصكما انت و ميريان ها ، اخبرني بأنه سيبدا باجراءات نقلكما لتستقرا بعد شهر من الآن رغم اني عارضت كي تنهي دراستك الثانوية اولاً - ساعود لك بالاخبار ، استئذنك جشأ من منزل عائلته مستقلا سيارة سوداء مع سائق و مضى بها نحو مقصده .. ها هو اخيرا يزدلف للداخل ، حيّا السيد هاسكنز و اتخذ له مكانا بجانب ميريان ليجلس فيه محييا اياها بينما استرسل والدها السيد هاسكنز حديثه تالياً - كما تعلم يا هويفلر انه قد مضى شهران على زواجكما انت و ابنتي ميريان ، و لكن ، بالرغم من هذا والدتك لا توافق بأن تستقرا الان و السبب معلوم لديك ، و قد استدعيتك هنا لأناقشك بخصوص هذا فقلي ما هو رأيك انت اولا - شخصياً لا اعتقد ان مُراد امي شيء غريب فهذا التقليد كان ساريا بعائلتنا منذ عقود و انتم على علم بهذا لمح ميريان بجانبه متوترة و عابسة فألحق حديثه - لكني ايضاً لا ارى اشكاليّة ان استقرينا الآن يكفي الى هذا الحد ، هو لا يجب ان يقول كل شيء - هذا رأيك انت اذن ، اعتقد انه لمن غير الصواب أن اناقشك ! ياله من نزق .. لقد تذكر انه هكذا للتو ، يتحدث معه هكذا و هو سيصبح زوجا لابنته ! - زوجتي منزعجة بهذا ، قد تحدث مشكلة ، لذلك سأتصل الآن بوالدتك لأناقشها و احاول اقناعها مجددا علّها توافق إن تحدث هذا المختل عقليا مع والدته لن يفعل حسنا و سيسبب مشاكلا بالرغم من انه واثق من تفهم والدته و ان المشاكل ستصدر منه لا منها لكن لابد ان يحاول تجنب ان يتحدث معها بطريقة ما - حسنا انا سأتحدث معها بهذا الخصوص - اذن ارني النتيجة ، رغم اني لست واثقا من قدرتك في امور كهذه ، اعتقد انك لن تضر و لن تنفع فالامر سيان ان تحدثتَ معها ام لم تفعل ! انتصب عِرق في جبينه ، ذلك العجوز المختل عقليا بماذا يتلفظ الان ، توترت ميريان وهي تلمحه ، انه يحاول ان يكظم غيظه ، والدها لا يحسن التصرف بالفعل ، رفع رأسه مبتسما و الغيظ واضح في وجهه - اعذرني سأغادر الأن لدي عمل مهم جشأ من منزله و هو يشتمه طول الوقت ، لحقته ميريان قبل ان يركب السيارة والتفت لها حين قالت بتجهم - هويفلر ! - ماذا هناك ؟ - والدتي تفكر بخصوص ان ننفصل ان استمر الحال هكذا ! - رغبة والدتي تلك ، فماذا افعل قالها بشي من الأسى - لا تقل هذا ، انت الوحيد الذي يستطيع اقناعها ، افعل ذلك رجاء ابتسم على طريقته قائلا و هو يمد يده باستفزاز - ذلك صحيح لكن ان كنتي مصرة ، قبّلي يدي لأقنعها - اتتكبر عليّ ؟ لن افعل ذلك حتى لو اضطررنا للإنفصال فعلا قالتها بعناد و هي تشيح بوجهها ابتسم و زالت ابتسامته سريعا دون ان تلحظها ميريان ، أظهر تعبيرا مستاءً قائلاً مطأطأً رأسه هذا صدمني ، لم اكن اتوقع ذلك منك ميريان ! وداعا اذن صُعقت و قالت بسرعة قلقة و الدموع تجمعت في مقلتيها - انا اسفة كنت اعبث فقط ، صدقني لم اقصد ، اسفة اسفة ضحك عليها و ربت على رأسها ثم قال ضاحكا - تخدعين بسهولة ، و تبكين بسهولة ايضا ، كنت امزح معكِ فحسب مسحت دموعها متفوهة - احمق ودعها و اعطاها ظهره لكنه التفت مبتسما بصدق ، لم تكن ابتسامته الساخرة تلك - لا عليكِ سيكون كل شيء بخير طأطأت رأسها بتوتر ، انها لا تزال قلقة ، لقد قال ان كل شي سيكون بخير ، اذن يجب أن تثق به .. لكن رفعت رأسها حين ضرب جبينها بسبابته - لا تتجهمي كثيرا ، ذلك مزعج ، اعدكِ ان نخرج معا لنتنزه اليوم ابتهجت و ابتهج هو ايضا ، غادر و هو يؤكد على موعدهما اليوم
اميرة بس صغيرة مديرهـــ عامهـــ
عدد المساهمات : 86 تاريخ التسجيل : 22/04/2012
موضوع: رد: 33333333333 الجمعة مايو 27, 2016 12:57 pm
- اتريد ان تشرب شيئا ؟ رفع رأسه حين قالت والدته ذلك ، ابتسم مجيبا - لا ، لا اريد - اذن انتظرني دقائق ساتي بماء لاشربه و اعود همت لتقف لكنه اثناها حين امسك ساعدها و وقف قبلها متلفظاً - انا سأفعل انتظريني فحسب .. انزوى جالسا و متكورا حول نفسه ، مسدلا راسه بين قدميه ، و قد ازرقت شفتاه من البرد ، كان المكان حوله هادئا و فارغا تماما مثل حالته الان ، لم يكن يفعل شيئا سوى السعال بين الحين و الاخر ، ما يدور في عقله فقط هو بيث ، حتى انه نسي التفكير بنفسه ، رفع رأسه بفزع حين بلغ مسامعه صوت فتح الباب ، ظهر من خلف خشبيته رجل بشعر اسود حالك كثيف يصل لاسفل رقبته و عينان حادتان بشكل مخيف يحترق بؤبؤيه البرتقاليان داخلها ، ابتسم بمكر حين وقعت عيناه على آيمن الذي استحوذته ملامح الفزع بالكامل نطق بصوت تهكمي هادئ خلاف نبضات آيمن التي عصفت داخله - المعذرة هل تأخرت عليك ! ازدرد ايمن ريقه و قال و التوتر بلغ منه ما بلغ - اين بيث ؟ - اوه , انا لا حاجة لي بها توسعت عينا آيمن ، هل يمكن انه آذاها ؟! ابتسم بخبث حين رأى ما ساد وجهه من التعابير ، لفظ بسخرية - تبدو فزعا ! ل.. بتر كلمته حين اندفع آيمن نحوه بغضب و شد قميصه مزمجرا صاراً على اسنانه - ان فعلت لها شيئا فلن اضمن لك ان تبقى حيا ! امسك المعني ساعد آيمن و حرر نفسه منه ثم القاه ليرتطم على الارض بشدة ، اقترب منه و داس على يده بقسوة و سرعان ما ارتفع الالم لوجه آيمن - شكرا جزيلا فقد اكد تصرفك هذا ما كنت اظنه صمت قليلا ثم اردف موسعا عينيه الذي يحترق داخلهما بؤبؤآه البرتقاليان بشكل مرعب - ان لم تنفذ ما اطلبه منك فابقى حالما ببقاء تلك الـ بيث بخير ، لك القرار ، سأعود خلال اربع و عشرين ساعة لاتلقى جوابك تحرك ليخرج لكنه التفت متفوها - ان اقدمت على شيء فلا تتوقع تساهلا مني خرج و اغلق الباب لكنه عاد بعد لحظات و وضع مدفأة صغيرة ، بعض الطعام و لحافا ايضا - ان عدت و وجدت الطعام كما هو فلن ارحمك ! رماه آيمن بنظرة ساخطة و ما كان للآخر الا ان تجاهله وهم خارجا لكنه التفت متداركا ايمن الذي اسرع نحوه قاصدا الهروب ، رفعه من رقبته ساخطا - أتحب ان تتألم كثيرا ؟ اتساءل عن ذك بالفعل استدار على عقبيه ملحقا حديثه - اتبعني .. لحقه الى زقاق مظلم في منزله ، فتح الباب و افسح المجال لآيمن الذي تحرك وقد وقع ناظريه على ما خلف زنزانة حديدية صغيرة ، كانت منزوية تلتحف الارض و قد قيدت يداها و لفت قطعة قماش فمها ، توسعت عيناه و اتجه نحوها مترنحا ، امسك بقبضتيه قضبان الزنزانة متمتماً برجفة و هو يلمح الدموع في عينيها النائمتين - ب.. بيث ! اخذت ترتفع تلك الضحكة المجنونة في الخلف ، غرست تلك الضحكات خنجرا لا يزال يتعمق في قلب آيمن - ماذا اذن ؟ شد آيمن بقبضته على القضبان منكسا رأسه بقهر و هامساً مغمضا عينيه بقلة حيلة - انا .. انا طوع امرتك ! تعالت ضحكاته و تعالى صداها الذي ملأ قلب آيمن حقدا و الما ..