. . كانت السيارتان تسيران برتابة في نفس الطريق ، سيارة ميريان و سيارة اخرى اكتنفت هويفلر و باولا و قد مروا على منزل جيلوم ليذهب معهما ، وصلوا الآن اخيرا للمكان المنشود ، بدأوا بنصب الخيام فترصيف و ترتيب امتعتهم تاليا بينما تركهم هويفلر يقومون بذلك وحدهم ليذهب و يستلقيَ على غصن احد الأشجار شاهقة الارتفاع شاردا ، لا يدري لمَ يشعر بانقباض في صدره ، و يشعر بأن شيئا سيئا يتلكأ في وصوله ، منذ يوم الجريمة في فندق والدته اصبحت مشاعره مرتجة ، يحس أن الكثير من الامور تنهمر في محيط لا يدركه ، تنهد و أخفض رأسه حيث جيلوم الذي جهر باسمه مناديا اياه ، جثم من على الغصن بخفة ملتفتا له بهدوء - ماذا هناك ؟ - تعال ساعدني في جمع الحطب اجابه ببرود متقدما اياه ببضع خطوات فلحقة الآخر ، و أخذا بالسير متجانبين بصمت تسيدهما للحظات قبل ان يقول جيلوم مستفسرا ببروده المعتاد - تلك الفتاة الشقراء , من تكون ؟ اجابه هويفلر و هو يعود لطبيعته المعتادة مبتسما بطريقته - زوجتي - لا تدعني اضحك ..! ردّ عليه بترفُّع - انا لا اكذب طرف جيلوم بعينيه محدقا به و حين انخفض ليجمع بعض الحطب و قد فعل جيلوم ذلك ايضا و لا يزال يحدق به لكنه حين اقترب ليلتقط حطبة اخرى لم ينتبه لتحديقه بهويفلر ان شجرة كانت امامه فارتطم رأسه بها ، فعاد للخلف متأوهاَ يفرك موضع المه حيث طبع جرح طفيف احمر على جبينه بينما ارتفعت ضحكة هويفلر عليه فرمقه الاخر بحده و هو يعود لطوره سائلا اياه مجددا - متى تزوجتما ؟ - قبل شهران قالها بعدم مبالاة فتعجب الآخر لكونه لم يخبرهم بذلك رغم انه قد مرت تلك المدة فأحاط هويفلر علما بما يجري في خلده ليتفوه بابتسامة شامتة - يبدو ان الامر سيصل غدا لجميع الأعزاء - حزرت ! ..